بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
تفكر معي في هذه القصة :
يروى ان رجلا مسلما كان يعيش في مزرعة مع حفيده الصغير، وكان الجد يصحو كل يوم في الصباح الباكر ليجلس يقرأ القرآن، وكان حفيده يتمنى أن يصبح مثله، لذا فقد كان حريصا على أن يقلده في كل حركة يفعلها …
وذات يوم سأل الحفيد جده: "يا جدي، إنني أحاول أن أقرأ القرآن مثلما تفعل، ولكنني كلما حاولت أن أقرأه أجد انني لا أفهم كثيراً منه، وإذا فهمت منه شيئاً فإنني أنسى ما فهمته بمجرد أن أغلق المصحف . ما فائدة قراءة القرآن إذن ؟" !!
كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأة، فتلفت بهدوء وترك ما بيده، ثم قال: خُذ سلة الفحم الخالية هذه، واذهب بها إلى النهر ثم ائتِني بها مليئة بالماء !! فعل الولد كما طلب منه جده، ولكنه فوجىء بالماء كله يتسرب من السلة قبل أن يصل إلى البيت.
فابتسم الجد قائلاً له: ينبغي عليك أن تُسرع إلى البيت في المرة القادمة يا بُني!!
فعاود الحفيد الكرَّة، وحاول أن يجري إلى البيت ... ولكن الماء تسرب أيضاً في هذه المرة!!
فغضب الولد وقال لجده: إنه من المستحيل أن آتيك بسلة من الماء، والآن سأذهب وأحضر الدلو لكي أملؤه لك ماءً. قال الجد : "لا، أنا لم أطلب منك دلواً من الماء، أنا طلبت سلة من الماء... يبدو أنك لم تبذل جهدا ًكافياً يا ولدي " !!
ثم خرج الجد مع حفيده ليُشرف بنفسه على تنفيذعملية ملء السلة بالماء !!
كان الحفيد موقناً بأنها عملية مستحيلة، ولكنه أراد أن يُري جده بالتجربة العملية، فملأ السلة ماء، ثم جرى بأقصى سرعة إلى جده ليريه، وهو يلهث قائلا ً: " أرأيت؟ لا فائدة !!" فنظر الجد إليه قائلا ً: "أتظن أنه لا فائدة مما فعلت؟!!"....
" تعال وانظر إلى السلة التي كانت سوداء من الفحم" فنظر الولد إليها وقد تحولت السلة المتسخة بسبب الفحم إلى سلة نظيفة تماما ً من الخارج والداخل !!
فلما رأى الجد الولد مندهشاً، قال له: "هذا بالضبط ما يحدث عندما تقرأ القرآن الكريم .... قد لا تفهم بعضه، وقد تنسى ما فهمت أو حفظت من آياته..... ولكنك حين تقرؤه سوف تتغير للأفضل من الداخل والخارج ، تماما ًمثل هذه السلة !!
ولعلنا نستفيد ايضاً من هذه القصة : أننا لن نتعلم ونفهم ونحفظ القرآن إن لم نمارسه ونطبِّقه في حياتنا .